بقلم المستشار عطيه جرجس( انا والمسلمين )

المستشار عطيه جرجس يخرج عن صمته ويكتب ( انا والمسلمين )

بقلم : المستشار عطية جرجس

في أول لقاء لي بهم بعد حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية أوقفني أصدقائي المسلمين في الشارع بل وأتصل بى تليفونياً عدد لا بأس به منهم كلهم يعربون عن أسفهم العميق لما حدث وتعاطفهم مع أسر الضحايا لمست تدفق تلقائي لمشاعر فياضة لكثير من جيراني الذين أصابهم من الحزن والأسى ما أصابنا جميعاً نحن المسيحيين المصريين وجدتهم يعزونني ويطمأنوننى بأنهم غير راضين حتى عن موقف الدولة المتهاون والأعلام الرسمي للدولة الذي أنعطف جانباً بالقضية ولم يكن حيادياً كعادته .

أثارت فى كل هذه المشاعر تناقضات عديدة أسمحوا لي أن أضعها أمامكم :

أولاً : أننا كمواطنين مصريين مسيحيين ومسلمين كلنا ليس بيننا أي عداوة أو ضغينة ولا تربص من أى طرف للطرف الأخر وكما يحاول البعض تصوير ذلك بل أننا نتعامل مع بعضنا البعض كأخوة ودون مبالغة أو تهوين .

ثانياً : أن هناك بعض ضعاف النفوس الذين لهم مصالح مشبوهة وهم الذين يدعوا سلفيين أو متعصبين والذين يظهرون في وسائل الأعلام ويتهمون الكنيسة بتخزين السلاح على مرأى ومسمع من الدولة وأجهزتها الأمر الذي إن صح لقامت الدنيا ولم تقعد في مصر – ولكن سكوت هذه الأجهزة عن الرد على هذا الكلام الغير مسئول شجع هذه الفئة الضالة على ترويج الإشاعات وتصديقها لفترة طويلة وجعلت عدد لا بأس به من قليلي العقل يصدق هذه الإشاعات وتنطلق في مظاهرات تسب البابا والكنيسة دون أن يتحرك مسئول واحد ويوضح لهؤلاء المغيبين العقل حقيقة الأمور وهو تقصير لا يمكن السكوت عليه .

ثالثاً : أن موقف الدولة متمثلاً فى وزارة الداخلية موقف مقصر بلا أدنى شك فمنذ عدة شهور جاءت رسالة التحذير واضحة جلية أن القاعدة ستضرب الكنائس بمصر واستوعبنا هذا التهديد ومن المفترض أنه أخذ مأخذ الجدية وتم استنفار أجهزة الأمن لحماية الكنائس المستهدفة فى المناسبات التي يتم فيها تكدس المصلين بها ولكن كالعادة بعد عده شهور نسيت وزارة الداخلية – فى الوقت الذي كان لا ينبغي لها أن تنسى هذا التهديد وتضعه نصب أعينها أما وأنها لم تفعل فكان لزاماً على وزير الداخلية أن يقدم استقالته لمسئوليته المباشرة فى وقوع هذا الحادث المأساوي .

أنني فعلا أحسست أننا نسيج واحد وأن الذي يتربص بنا عدو واحد يريد أن يزرع الشقاق ويجنى ثماره سريعاً وهو انقسام مصر على أساس الهوية الدينية الأمر الذي لن يحدث طالما بقى فى مصر أمثال مهندس محمد العجمي ودكتور أيمن عبد الحميد وغيرهم من المسلمين العقلاء وهم الأكثرية .

في النهاية أود لو أوجه حديثي إلى أخوتي الأقباط صحيح نحن تعرضنا لأكثر من عمل أرهابى خلال العام الماضي وصحيح أن الدولة تهاونت فى أكثر من موقف وصحيح لنا طلبات عادلة سنظل نطالب بها سواء فى مسألة بناء دور العبادة أو فى الوظائف العليا وغيرها لكن علينا أن نعى أننا فى مركب واحد وسنغرق جميعا لو نجح أعدائنا فى قسمتنا وعلينا محبة أخوتنا المسلمين وجيراننا وأحبائنا منهم وحتى أولئك الذين لا يحبوننا علينا تنفيذ وصية المسيح " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " .

وسنظل نحب حتى من يفجروننا وهذا أصعب الكل لأننا بدون هذه المحبة لن نكون مسيحيين بحق .